جارتي حامل !
هي فتاة قاربت الثلاثين من عمرها ، لم يكتب لها الزواج بعد كعدد كبير من بناتنا فرّج الله عليهن ورزقهن بأزواج صالحين ،ذهبت أمها عند أختها في فرنسا ولم تعد، طمعا في الحصولعلى وثائق الإقامة هناك رغم كبر سنّها ! وأبوها منشغل في العمل ولا يعلم ما يحدث فيالمنزل ، فاستثمر الشيطان الفرصة وألهاها بالقنوات الإباحية ؛ التي أججت نيرانالشهوة لديها ، ودفعتها إلى ربط علاقة مع شاب ،عفو مع ذئب بشريأغراها بالزواج، فأكثرت الخروج معهحالمة بيوم تزف لهعروسا ؛ وهي كالملكة في سيارة فاخرة وأبواق السيارات تحتفي بها من كل جهة ، لكنهالم تكن تدري أنّ أحلامها تلك ستتحول إلى أوهام بل إلى أوجاع وآلام ، وفضيحة توقظهاعند كل منام !لقد وقعت مع ذلك الذئب البشري في المحظور ، وحملت منه سفاحاسيبقى في جبينيهما وصمة عار يا للعار ! والأغرب أنّه تنكر لها وتركها لوحدها تعانيالحسرات ، فقد اختفى دون سابق إنذار ماحيا كل الآثار حتى شريحة الهاتف ؛ التيلطالما صنعا عبرها أحلى وأجمل الأشعار ، مزّقها لتنادي بعده فيقال لها هذه نتيجةالثقة بالذئاب الأشرار !.نعم إختفى بعدما أزال جميع الآثار وراح يبحث عن ضحية أخرىتملك أطيب الثمار! .
أمّا هي فكلما تفكّرتها أو رأيت منزلها تألمت ووردت إلى ذهنيمجموعة من الأفكار ، وآيات في كتاب الواحد القهّار ( وَلاَيَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً () يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُيَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً)سورة: الفرقان الأيتان ( 68و 69)
فكيف يطيب لها النوم والأكل والشرب وبطنها يحترق في كل لحظة بنيرانالمعصية ، وكيف يهنأ لأبيها بالا وقد ضيّع الأمانة التي أوكل إليه حفظها ، وكيف لاتأخذه الغيرة وقد علم أنّ الجنّة محرمة على الديوث دخولها !.
وأمّا الذئب البشري -صاحب الجريمة -فعجبت له والله ، وخشيت الإله مكانه تالله وبالله ؛ فكيف يمشي علىالأرض مستريحاوبضع منه في امرأة لا تحلّ له ، أم سعد بنجاته منالعقوبة في الدنيا ، متناسيا أنّه إذا استطاع النجاة في الدنيا من عقوبة البشر، فلانجاة له في الآخرة من عقوبة ربّ البشر؛ عقوبة لا تعادلها جميع عقوباتالدنيا وإن اجتمعت؛ فيا وحي من وقع في أعراض المسلمين وأوقع فيهمالضرر.
قصة حقيقية بقلم العيد الجزائري