بسم الله الرحمن الرحيم
( قصـــة ) أســرار البطيخــة ؟.؟؟؟؟؟؟؟
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
جلس الشاب وحيداً .. ونظراته للأفق البعيد .. أما عقله فمازال يجتهد في إكمال صورة كانت لها مكانة في القلب ذات يوم .. شخص عزيز أحتل عرش المحبة في كيانه .. إنسانة ملكت حواسه .. مرموقة الخصال عفيفة اللسان .. فائقة الجمال .. سكنت القلب دون منازع يشكك الاختيار .. وراودته الأمنيات كثيراَ أن تكون هي التي ترافق الطريق .. وتمشي معه مسافة الحياة حتى النهاية .. برباط مقدس يعني الحلال والسنة والكتاب .. إلا أنه أخطأ الحسابات .. وأخطأ الوسيلة حيث أن الأعراف لا تراهن بالنوايا في تلك المجتمعات .. فهي مجتمعات محافظة لها أولويات الأخلاق .. وهو يظن أن العبرة بخواتم الأمور وحسن النتائج والمحصلات .. فكانت تلك النقطة التي أوجدت الأوجاع فيما بعد .
.......... وفي يوم من الأيام وهو يجتهد في تمهيد الخطوات ويخطط لمستقبل سعيد مر بقوم يجلسون أمام أحد المتاجر , وعندما اقترب منهم لا حظ أنهم يتهامسون عنه ويشيرون عليه .. فعلم أن خطواته أصبحت مراقبة وقد فاحت .. وعندما ألتقي بها قالت له أن قومها أوجدا سداَ ومنعوا اللقاءات معه حتى ولو كانت للحظات .. فأدرك أن الأمور قد خرج عن سياق الحقيقة .. فتراجع سريعاً منسحباً من الساحة إلا أن الأوان كان قد فات حيث لحقته مجموعة من شباب العشيرة الذين التفوا حوله بسرعة شديدة .. ودون أن يبادروه بالأسئلة أشبعوه علقة ساخنة بالضربات والركلات .. ثم أعطوه درساَ في الأخلاقيات .. ثم كانت النهاية المرة بالتهديد بأن حياته أصبحت في خطورة شديدة إذا رآه أحد في الفريق مرة أخرى .. وكانت تلك آخر فصل من فصول تلك القصة التي ماتت في الرحم قبل مولدها .
................وفي ليلة من الليالي رحل عن البلاد كلياَ .. وقد رحل معه الماضي والذكريات .. بعد أن لملم جراحه وأحزانه في حقيبة قلبه .. ولزم الصمت والسكوت بإذعان دون رجعة أو إعادة للخطوات .. لأن القصة في بدايتها ولدت من رحم الأسرار .. والسيرة التي تبدأ من خلف الضباب تجلب الشبهة ولا تخلو من غمزات العيون أو همسات اللسان .. فمهما كانت النوايا حسنة فإنها لا تبتعد عن حمى القيل والقال .. وأصحابها لا يخلون من علامات الشبهة حتى ولو كانوا هم رفقاء الملائكة الأبرار .. وهو قد أدرك أسباب الخلل فيما بعد وبعد فوات الأوان .. حيث أن الناس لا ترحب بمن يقدم من خلف الأبواب .. وإن كانت النوايا الحسنة هي التي دفعت بتلك الخطوات الغير صائبة على الإطلاق .. فهو قد أوجد نفسه في زاوية تشتكي من محنة التناقضات .. ودخل في جدل قائم بين الناس منذ سنوات .. وهو جدل حير أهل الدين وحير أهل الألباب .. ذلك الجدل الذي أوجد سؤالاَ بغير إجابة .. فكيف يلتقي من كانت نيته بناء حياة سعيدة موفقة مع شريكة تستوفي المواصفات .. حيث الجمال والدين والأخلاق .. والهويات .. وهي أمور تمثل الركائز في الاختيار .. وأمور يجب أن ترضي الطرفين .. وفي نفس الوقت هي أمور لا تعارض الحلال .. بل مستحقات تؤيدها الأديان .. وعدة لازمة لمشوار حياة طويلة .. فلا يد أن يجتهد الطالب في أسباب النجاح لخطواته المستقبلية .. ولا بد أن يتلقى إجابات لأسئلة كثيرة محيرة ولازمة .. فهل هي تملك من الطبائع والهوايات ما توافق الطباع ؟؟ .. وهل هي تمتلك من العزيمة والغيرة ما تستوفي شروط وسلوكيات الأخلاق والدين ؟؟ .. وهل هي خالية من أسقام خطيرة ورثتها بالجينات من ِأسلافها ؟؟ .. كل ذلك ووصفات أخرى لازمة تحتاج إلى المزيد من التنقيب والبحوث .. وكلها حقوق شرعية لا يحرمها الدين .. ولكن في رأيه هناك تناقض كبير حيث أن تلك الحقوق بالحلال ليست متاحة بالقدر الذي تشبع الأسئلة المعلقة .. وممنوعة جداَ لدى البعض الذين يشددون بالابتعاد كلياَ عن حمى الحرمات .. ويوجدون حولها الخطوط الحمراء .. وأما البعض من المتفهمين للضرورة فيسمحون على مضض بلمحة خاطفة برفقة الآخرين .. وهي لمحة سريعة لا تكفي لإصدار الأحكام المصيرية الطويلة .. ولا تعطي شعوراَ قاطعاَ يستوفي الطمأنينة للقلوب .. وحتى تلك اللمحة الخاطفة هناك من يفضل عنها الاستعانة بمعلومات الآخرين من أولي الأرحام .
...............وعليه تظهر في الساحة مرحلة جديدة توجدها الظروف .. وهي الاكتفاء بالمجهول والدخول في مقامرة تحت رحمة الحظوظ .. والكل يأمل في النهاية أن تكون البطيخة التي تحمل صفة الجودة او الخيبة توافق رغبات الأمزجة .. وتلاءم المواصفات المطلوبة .. ثم تكون النتيجة في النهاية إما الوفاق والتوفيق فيناله ذو حظ عظيم .. وإما الخيبة والخسران ثم الحياة في رفقة الشقاء والبلاء .