بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
الفراغ مثير للغرائز
قال بعض السلف: الفراغ للرجل غفلة وللنساء غلمة : أي
محرك للغريزة.
ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع مع فراغ الشباب الذي يتميز بقوة الغريزة والجدة ( وفرة المال) وفى هذا يقول أبو العتاهية :
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة !
ويقول آخر :
لقد هاج الفراغ عليه شغلاً وأسباب البلاء من الفراغ
فالفراغ وسيلة من وسائل إبليس يوسوس فيها للإنسان فيثير فيه
كوامن الغرائز ويلهبها فتحرقه وتفلت من لجامها لتحرق ما حوله . و هذا مشاهد في واقعنا المعاصر .حيث رمى الفراغ بعدد كبير من الشباب في مهاوي الرذيلة و الإباحية , كل ذلك لأنهم لم يحسنوا استغلال أوقات فراغهم . فضروري لكل من ابتلي بأرتكاب أي معصيه او برؤية المشاهد الإباحية أو العادة السرية أو أي ذنب له علاقة بالشهوة أن ينتبه لأوقات فراغه و يملأها بما ينفعه فإن فعل فقد قام بخطوة عظيمة على طريق التوبة و العلاج التام من هذه الآفات .
الفراغ مجلبة للهم و الأمراض النفسية
الفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية ، إذ النفس لابد لها من حركة وعمل ، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب ، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ. الفراغ سبب أساسي في الكثير من أمراض العصر النفسية والجسمية ، لا يختلف الأطباء أبداً في أثر الفراغ في الجسم البشري أو حتى الحيواني وأنه يؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والروماتيزم والجلطات القلبية والدماغية ، وهم أيضاً لا يختلفون كذلك أن الفراغ وراء الاكتئاب والقلق النفسي والهم .
املأ الفراغ بما يقربك من ربك
أستغفر الله العظيم
لقد نبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى غفلة الألوف من الناس عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال : » نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس : الصحة والفراغ «. فالفراغ نعمة و أيما نعمة إذا صرف في طاعة الله و في العمل الصالح و الأعمال الصالحة كثير :
الصلاة في المسجد و الذكر و القرآن و الصوم و حلق الذكر و حضور الدروس و المحاضرات ...
المشاركة في جمعيات خيرية و العمل في مشاريع كرعاية الأيتام و محو الأمية و مساعدة المحتاجين